بســـم الله الرحمن الرحيــم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رأيي هو الصحيح !!!
أرفض المناقشة !!!
ماهذه العقوووول !!!
أنت سخيف !!!
إصمت !!!
أنت غير محترم !!!
قف .. لحظة !!!
ماهذه الكلمات الغريبة !!!
وهل يصح إستخدامها في الحديث مع الآخرين ؟؟؟
غير تلك العبارت وإستبدلها ب ...
( أنا أتفهم وجهة نظرك ) ..
( أنا اقدر ما تقول وأشاركك في شعورك )..
( أنا أحترمك ) ..
( تفضل .. أنا أستمع إليك ) ..
( حاورني ) ..
دعونا نبحر في أعماق ذلك المعنى الراقي ..
وهو [ [ الحوار ] ] . .
قال تعالى : ((( وجادلهم بالتي هي أحسن )) .
إن الحوار فن يحتاج إلى إتقان .. ولوحة تحتاج إلى رسم
وألوان .. هل تريد أن تصبح فيه فنان ..
وهل ينجح فيه أي إنسان ؟؟؟ تعال واقرأ ماهو مكتوب الآن ؟؟؟؟
كثيرا مانحتاج للحوار المثمر في حياتنا ..
نحتاجه مع الوالدين ومع الأقارب والأصدقاء والمدرسين
وغيرهم من الأشخاص الذي نتفاعل معهم في هذه الحياة..
وكما هو معروف بين الناس أن الحوار هو :
مناقشة بين طرفين أو أطراف ، يُقصد بها تصحيح كلامٍ
وإظهار حجَّةٍ ، وإثبات حقٍ ، ودفع شبهةٍ ، وردُّ الفاسد
من القول والرأي ..
ومن المصطلحات القريبة للحوار .. الجدال ، المناظرة ..
قوله تعالى: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا
وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ الله سَمِيعٌ بَصِيرٌ)
[المجادلة:1].
-قوله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [النحل:125].
قال تعالى -: { وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ)
(68) اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } .
-يقول الحافظ الذهبي : (
إنما وضعت المناظرة لكشف الحقِّ
وإفادةِ العالِم الأذكى العلمَ لمن دونه ، وتنبيهِ الأغفلَ الأضعفَ ) .
كثيرا ما تعرض علينا قضايا مهمة قد نختلف فيها
بالرأي مع الآخر ..
والإختلاف طبعا شي طبيعي ..
قال تعالى :{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ
وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْعَالِمِينَ } (الروم:22)
لقوله عليه الصلاة والسلام { وإنه من يعش منكم بعدي فسيرى
اختلافاً كثيراً } .
لكن !!!!
إنتبه !!!
قال تعالى :
{ واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا} .
{ ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم }.قوتكم وجماعتكم ونصركم}.
{ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البيانات}
{أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه}.
والخلاف .. هوإختلاف في الطرح وردود الفعل
تجاه المواقف والمواضيع المختلفة ..
والإختلاف إما في حل موضوع أو أسبابه
أوإثبات صحته أو نفيه ...
وفي غيرها من الأمور
المرتبطة في القضية المتناولة.. بعضنا قد ينجح بإسلوبه الجذاب
في توصيل الفكرة التي يعتنقها .. بتروي وهدوء يتقبل وجهة
النظر الأخرى .. فيستمع لها وينصت .. ولايغضب بمجرد أنها
تخالف وجهة نظره الشخصية .. أما الجانب الآخر من الأشخاص
الذي قد نطلق عليهم المتعصبين
لرأيهم .. الرافضين لأي فكرة تخالف رأيهم ..
فيثورون وقد يعتدون بالألفاظ القاسية التي لاتليق
بمقام الحوار الهادف ..
وقد تجدهم لايتركون فرصة للطرف الثاني أن يمارس حقه في الحديث ..
والتعبير بحرية عما يريدون قوله .. ومرفوض طبعا أن توجد
مثل هذه النماذج بيننا ..
فنحن لانطلب شئ مستحيل أو صعب .. فديننا الإسلامي ..
دين قائم على المشاورة والحوار ..
قال تعالى (( وشاورهم بالأمر )) ..
وحتى مع الذين ليس على ديننا ..
- قوله تعالى: (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)
[العنكبوت:46]،
[ [ ومن الأمور التي قد تعيق الحوار الناجح .. ] ]
* إن لم يكن ذئبًا أكلته الذئاب، البعض منا يتخذ هذا
المبدأ منهجا له في الحياة .. فيرى الحوار معركة
شرسة لا يحقق الإنتصار فيها إلا بإستعراض قوة العضلاة ..
وإستخدام الصراخ والصوت العالي مع
الخصم ..
* عدم إعطاء الطرف الآخر فرصة للحديث .. وإبداء الرأي ..
حيث يرى نفسه ذكيا ورأيه هو الصواب ..
والبقية آراؤهم سخيفة ..!!! ويجب مقاطعتهم أثناء الحديث ..
ولا نضيع الوقت معهم ..!!!
* أن نصف رأي الطرف الآخر .. ونقول .. هذا كفر أو بدعة
أو قول باطل دون أن ذكر دليل واضح وصريح
أي فقد نصدر إتهامات ودعاوي فارغة .. لاتسمن ولاتغني من
جوع ولاتحقق الفائدة .. أو تثمر
النقاش ..
*أن نهاجم المحاور .. ونلصق به إتهامات وأوصاف من غير دليل
أو إثبات حتى لو كان بالفعل هو
كذلك .. كأن نقول له .. أنت سئ النية .. خبيث ..
عدو للإسلام .. إلخ .. فيجب وضع الأدلة على
مانقول ...أو قد يسب أو يلعن وهذا مرفوض بتاتا ..
قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم - "ليس المؤمن
بالطعَّان، ولا اللعَّان، ولا الفاحش، ولا البذيء"(13)
هل للحوار قواعد .. نلتزم بها ؟؟؟
أم يتم بطريقة عشوائية .. وفوضوية دون هدف؟؟؟
بالطبع لا ..
<< فمن غير المعقول أن يتم الحوار بطريقة مشتتة وبدون تحديد
أوبدون نقاط واضحة وإن كان
كذلك ..فسوف يصبح بلافائدة وفيه إضاعة للوقت !!!
<< ومن غير المعقول أن تتناقش مع غير مسلم
في قضايا الإسلام دون أن يقتنع بالإسلام
نفسه .. إذا يجب الإتفاق على الأصل قبل الجزئيات .
<<ومن غير المعقول أثناء الجدال وحين يبدأ الإختلاف يحل بين الطرفين ..
أن لايوجد أصل يرجع
إليه .. فمن المفروض أن نحدد مانرجع إليه حتى تتبين لنا الحقيقة ..
ونقطع الشك باليقين :
كالقرأن الكريم ، السنة النبوية ،القواعد الثابتة التي لاخلاف
عليها ، أو الرجوع إلى أقوال وأفعال
السلف الصالح .
لماذا نتحاور ؟؟؟؟
قد يستخدم الحوار للدعوة إلى كتاب الله والسنة فقد يرى الداعية
من الناس مايستدع التنبيه
والنصيحة إذا قصروا وابتعدوا عن
تطبيق ماأمر به الكتاب والسنة .
أو قد يكون كما قلنا لإثبات رأي .. أو نفيه أوتوضيح
مايخفى على الطرفين من أمور أو الوصول إلى
نتائج أو حلول أفضل في ماهو مطروح من بين القضايا
الحوارية أو لهدف الإقناع أو حل مشكلة إلخ ..
قال تعالى : { فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم } .
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله
وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ
فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب]
كيف يجب أن يكون المحاور ؟؟؟
- عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي صلى الله عليه
وسلم يحدِّث حديثًا لو شاء العادُّ أن
يحصيه لأحصاه،لم يكن يسرد الحديث كسردكم"
- يجب أن يمتلك موهبة الإلقاء الجيد .. هادئ .. عبارات واضحة ..
يأتي بالمختصر المفيد ..
- يجب أن يكون مرتب في طرح أفكاره وتكون مترابطة .. محددا بذلك
النقاط التي يريد ذكرها ..
-أن يمتلك العلم .. فليس من مصلحة المحاور أن يتجادل من غيرعلم ..
فيفشل في توصيل مايريد
إلى الطرف الآخر .. نعم قد يكون على صواب ولكن
الذي اضعفه قلة علمه وجهله في الأمر الذي يدور
حوله النقاش . وعليه أيضا ان لايدعي العلم ..
قال تعالى { ولا تقف ما ليس لك به علم } .
قل للذي يدعى علمـــــا ومــعــرفة *** علمت شيئـــا وغـابت عنك أشـيــــاء
فالعلم ذو كثــرة في الصحف منتشر *** وأنت يا خل لم تستكمـــل الصحفـــا
قال الشافعي رحمه الله :
( ما جادلت عالماً إلا وغلبته ، وما جادلني جاهل إلا غلبني ! ) .
-يجب أن يكون المحاور واعيا فاهما لوجة نظر الطرف الآخر ..
فتكون له نظرة نقدية .. أي لايحاور من غير إدراك ووعي
بل يحدد نقاط الضعف والقوة فيقبل الحق ويرفض الضعيف .
-أن يكون هم المحاور إيصال الحق للأخرين وليس إظهار رأيه فقط !!!
-أن لايكابر المناقش أثناء الحوار .. فيرى أن رأيه صواب تماما ..
والجميع مخطئ .. بل يتواضع في الحديث وحتى بعد إنتصاره على الخصم ..
يتقبل فكرة الآخر .. ممايولد الإحترام بين الطرفين ..
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "الكبر بطر الحق وغمط الناس"
مادة الحوار .. كيف تكون ؟؟؟
بالطبع يجب أن تكون مادة الحوار خالية ممايغضب الله كالغيبة
والنميمة والحث على الفساد ..
ان يكون لها هدف واضح توصل بلغة بسيطة مفهومة بين الطرفين ..
وأن يحدد وقت مناسب يلتزم به ..
بحيث لانزيد ولاننقص من وقت المناقشة .
موضوع طويل جداً لكنه مفيد جداً
نُقل عن موقع( صيد الفوائد ) ..
اللهم أفدنا من خير هذا الموضوع وحكمه
قال الشافعي : " ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة "